قال الله تعالى" سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير"{الإسراء:1} .
إن حادثة الاسراء والمعراج هي من أعظم الاحداث التي حصلت لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ولن اتحدث هنا عن القصة وتفصيلاتها فهي معروفة معلومة لدى الجميع ولن اتحدث عن تفسير الايات فهي أيضا سهلة المنال لمن أراد ان يعرفها ولكن سنتحدث اليوم عن بعض الدروس المستفادة من الحادثة فنقول وبالله التوفيق:
1- وحدة الأنبياء والرسالات في الدعوة " واذ أخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه" ال عمران 81 وفيها يظهر اماة الرسول بالانبياء اي ختم الرسالات بالاسلام وان امام الرسل هو محمد عليه الصلاة والسلام وهو دليل ايضا على قيادة الامم فالاسلام هو الدين الخاتم وهو الدين الخالد الامام لكل الديانات ومحمد هو النبي الخاتم وهو امام الرسل والانبياء جميعا عليهم السلام وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام
2- تعريف بقدرة الله تعالى " وما يعلم جنود ربك الا هو"وقد راى النبي الكريم البيت المعمور في السماء السابعة" فاذا هو يدخله سبعون الف ملك كل يوم اذا خرجوا منه لم يعودوا اليه اخر ما عليهم"
3- تعريف بقدر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وكأن لسان الحال يقول ان كان اهل الارض لا يعرفون قدرك فان اهل السماء قد عرفوا قدرك فانت امام المرسلين وانت حبيب رب العالمين.
4- كانت الحادثة ايناسا لرسول الله بعدما لقي من العنت من المشركين واذاهم وهذا يظهر جليا في دعائه عليه السلام اذ يفوض الامر الى الله ويتوكل عليه حق التوكل بعدما استنفد كل وسيلة ممكنة لايصال دعوته للناس والدعاء عندما ذهب يدعو ثقيفا " اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ..............." الدعاء المعروف فكان الاسراء والمعراج رياضة روحية يجدد فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام عزمه ويتزود للمهمة الكبرى التي كلفه الله بها.
5- كان الاسراء والمعراج محنة واختبارا للاصحاب " وما جعلنا الرؤيا التي اريناك الافتنة" وكم طكان موقف الصديق ابو بكر عظيما ولقب بسببه بالصديق عندما اجءته قريش يقولون له ( ان صاحبك يقول انه اسري به الى بيت المقدس وعاد في ليلة واحدة) فما كان من الصديق الا ان قال (ان كان قد قال فقد صدق) دون بحث او استقصاء وتلك هي مواقف الرجال المؤمنين حقا اما اشباه الرجال الذين تعبث بثقتهم وايامانهم نسائم الصباح والمساء فماذا تنتظر منهم عند اعاصير الفتن وهذا ما ابتلي به الصف المسلم لفقد المحن والمحكات التي تكشف معادن الرجال.
6- فيها دلالة الى مكانة الموقع القدس عند الله فهي الأرض المباركة التي تعتبر مقاس عز الأمة او ذلها فان كانت محررة فالمسلمون اعزة وان كانت مغتصبة محتلة فالمسلمن اذلة وهذا على مر العصور الإسلامية وهي ارض الحشر والرباط وارض الجهاد الى يوم الدين.
7- في الحادثة دلالة على انتقال القيادة للأمة الى محمد وأتباعه الى يوم الدين وقد سلم بذلك كل أانبياء الله وسلموا الراية للقائد الجديد عليها أفضل الصلاة والسلام~
,,لا تنسونا من صالح الدعاء ,,
الإثنين أغسطس 07, 2017 12:48 pm